علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

ضعف التأليف

صفحة 28 - الجزء 1

  يا علي بن حمزة بن عمارة ... أنت والله ثلجة في خيارة⁣(⁣١)

  (تنبيه) لا يقبح القسمان الأخيران إلا اذا أوجبا ثقلا على اللسان، وإلا فلا يخلان بالفصاحة، فقد تكررت الأدوات وكانت حسنة مليحة في قول قطري بن الفجاءة:

  ولقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي⁣(⁣٢)

  كما تكررت الإضافة ولطفت في قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}⁣(⁣٣) وقول ابن المعتر:

  وطلت تدير الراح أيدي جآذر ... عتاق دنانير الوجوه ملاح⁣(⁣٤)

  ومن ذلك تعلم أنه لا وجه لعد هذين القسمين بعيدين عن التنافر.

ضعف التأليف

  هو أن يكون تأليف الكلام مخالفا لما اشتهر من قوانين النحو المشهورة، كوصل الضميرين، وتقديم غير الأعراف (مع وجوب الفصل في نحو هذا)، كقول المتنبي:

  خلت البلاد من الغزالة ليلها ... فأعاضهاك الله كي لا تحزنا⁣(⁣٥)

  وكنصب المضارع بلا ناصب نحو:

  أنظرا قبل تلوماني الى ... طلل بين النقا والمنحنى⁣(⁣٦)

  وكحذف نون يكن في الجزم حين يليها ساكن نحو:


(١) قوله ثلجة في خيارة في أي خيارة ثلجة، وفي هذا اشتباه من عبد القاهر، لأنه ليس فيه تتابع اضافات.

(٢) الدريئة الحلقة التي يتعلم عليها الطعن والرمي (النشان).

(٣) سورة مريم.

(٤) الراح الخمر، والجاذر جمع جؤذر ولد البقر الوحشية تشبه به الحسان لجمال عينيه، والعتاق النجائب ودنانير الوجوه أي وجوههم متلألئة كالدنانير.

(٥) الغزالة الشمس، يريد أن البلاد اذا خلت من الشمس ليلا جعلك الله عوضا منها.

(٦) الطلل ما بقي من آثار الديار، والنقا والمنحنى موضعان.