علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

أقسامه

صفحة 361 - الجزء 1

  لا يدين لك إلا بزيادة في اللفظ، أو نقصان فيه، فاعلم أنه من المتكلف الممقوت.

  ٣ - أن تكون المعاني الحاصلة عند التركيب مألوفة غير مستنكرة.

  ٤ - أن تدل كل واحدة من السجعتين على معنى يغاير ما دلت عليه الأخرى حتى لا يكون السجع تكرارا بلا فائدة.

  ومتى استوفى هذه الشروط كان حلية ظاهرة في الكلام، ومن ثم لا تجد لبليغ كلاما يخلو منه كما لا تخلو منه سورة، وإن قصرت، بل ربما وقع في أوساط الآيات، كقوله تعالى: {لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣١).

أقسامه

  هو على ثلاثة أضرب: مرصع، ومتواز، ومطرف:

  ١ - فالمرصع ما اتفقت ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والنقفية كقول الحريري، فهو يطبع الاسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه، وقول أبي الفتح البستي: ليكن إقدامك توكلا، وإحجامك تأملا.

  ٢ - والمتوازي ما اتفق فيه الفقرتان في الكلمتين الأخيرنين نحو قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً}⁣(⁣٢)، وقوله عز وعلا: {فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ}⁣(⁣٣).

  ٣ - والمطرف ما اختلفت فاصلتاه في الوزن واتفقتا في الحرف الأخير نحو: {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً}⁣(⁣٤)، وقوله: جنابه محط الرحال، ومخيم الآمال.

  وأيضا السجع إما قصير نحو: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ١ فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً


(١) سورة الأعراف الآية ١٠٠.

(٢) سورة المرسلات الآية ١.

(٣) سورة الغاشية الآية ١٣.

(٤) سورة نوح الآية ١٣.