علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث الثالث في الغرض من إلقاء الخبر

صفحة 46 - الجزء 1

المبحث الثالث في الغرض من إلقاء الخبر

  الأصل في الخبر أن يلقي لأحد غرضين:

  (١) إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة، ويسمى ذلك فائدة الخبر، نحو: حروب المستقبل جوية.

  (٢) إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بهذا الحكم، ويسمى ذلك لازم الفائدة، كما تقول لشخص أخفى عليك سفره فعلمته من طريق آخر:

  أنت سافرت أمس.

  وربما لا يقصد من القاء الخبر أحد ذينك الغرضين، بل يلقي لأغراض أخرى تستفاد من سياق الكلام، أهمها:

  (أ) إظهار الأسف والحسرة على فائت نحو:

  ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب

  (ب) إظهار الضعف نحو:

  فقد كنت عدتي التي أسطو بها ... ويدي اذا اشتد الزمان وساعدي

  (ج) الاسترحام والاستعطاف نحو:

  رب إني لا أستطيع اصطبارا ... فاعف عني يا من يقيل العثارا

  (د) التوبيخ كما تقول للطالب المهمل الذي رسب في الإمتحان: «أنت رسبت في الإمتحان».

  (ه) إظهار الفرح، كما يقول من نجح في الإمتحان لمن يعرف ذلك: «فزت في الإمنحان».

  (و) التنشيط وتحريك الهمة لنيل ما يلزم تحصيله نحو: الناس يشكرون المحسن.

  (ز) التذكير بما بين المراتب من التفاوت نحو: لا يستوي كسلان ونشيط.

  (ح) الوعظ والإرشاد نحو: {كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ}⁣(⁣١).


(١) سورة الرحمن الآية ٢٦.