علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث الثالث في الاستفهام

صفحة 64 - الجزء 1

  ١ - ما يطلب به التصور تارة، والتصديق أخرى، وهو الهمزة.

  ٢ - ما يطلب به التصديق فحسب وهو هل.

  ٣ - ما يطلب به التصور فحسب، وهو الباقي.

الكلام على الهمزة

  للهمزة حالتان:

  ١ - أن تكون لطلب تصور المفرد ومعرفته، كطلب معرفة المسند اليه، أو المسند أو غيرهما فتقول: أمحمد مسافر أم محمود، اذا كنت تعتقد أن أحدهما مسافر، ولا تعلم عينه فتطلب تعيينه فتجاب بأنه محمود مثلا، وتقول: أمسافر محمود، أم مقيم؟ فتجاب بأنه مقيم مثلا. وهذه الهمزة لا يليها إلا المسئول عن سواء أكان:

  (أ) مسندا كما تقول: أبنيت الدار التي كنت أزمعت أن تبنيها؟ أفرغت من الكتاب الذي كنت تكتبه؟ تبدأ في مثل هذا بالفعل، لأنك متردد بين وجوده وانتفائه.

  (ب) أم مسند اليه نحو: أأنت ابتكرت هذه الخطبة؟ أأنت بنيت هذه الدار؟ تبدأ في هذا بالفاعل، لأنك لم تشك في الفعل أنه كان، وكيف يجول الشك بخاطرك وأنت ترى دارا مبنية، وتشير الى خطبة مكتوبة، وإنما أنت تشك في الفاعل من هو، فلو قلت: أأنت أنشأت الخطبة التي كان في نفسك أن تكتمها، خرجت عن سنن التخاطب، وكذا لو قلت: أبنيت هذه الدار، أقلت هذا الشعر، تكون قد قلت ما لا يصح أن يقال لفساد أن تقول في شيء مشاهد نصب عينيك أموجود أم لا.

  (ج) أم مفعولا نحو: أإياي تريد؟

  (د) أم حالا نحو: أمستبشرا جاء على.

  (ه) أم ظرفا نحو:

  أبعد بني عمرو أسرّ بمقبل ... من العيش أو آسي على إثر مدبر

  وهكذا قياس سائر المتعلقات.