علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الباب الثالث في الذكر

صفحة 86 - الجزء 1

  ٤ - التسجيل على السامع حتى لا يتأتي له الانكار، كقول الفرزدق يمدح زين العابدين:

  هذا ابن خير عباد الله كلّهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم

  ٥ - الاستلذاذ بذكر الاسم المحبوب، كما يكرر المادحون ذكر ممدوحيهم، كقوله:

  فعباس يصد الخطب عنا ... وعباس يجير من استجارا

  ٦ - التهويل، كما تقول: ملك البلاد يأمرك بكذا.

  ٧ - التعظيم، اذا كان اللفظ يفيد ذلك، كما يقال في جواب أحضر الملك؟: حضر سيف الدولة.

  ٨ - التحقير، اذا كان اللفظ يشعر بالإهانة، نحو: حضر المجرم في جواب: هل حضر فلان؟

  ٩ - التعجب، اذا كان الحكم غريبا في مجرى الالف والعادة، نحو: علي يصرع الأسد في جواب: هل يصرع علي الأسد؟

  ١٠ - ضعف القرينة، فتقل الثقة بها فلا يعتمد عليها، نحو: أول الإنسان نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة.

  ويذكر المسند اللطائف ومزايا تشبه ما ذكر في المسند اليه، أهمها:

  (١) كون الذكر هو الأصل ولا داعي للعدول عنه، نحو: الأدب خير من العلم.

  (٢) الرد على المخاطب، اذا كان ينكر صحة ما يقال له، كقوله تعالى: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ} بعد قوله {مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}⁣(⁣١).

  (٣) الاحتياط لضعف التعويل على القرينة نحو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}⁣(⁣٢).

  (٤) التعريض بغباوة المخاطب، نحو: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} بعد قوله {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ}⁣(⁣٣).


(١) سورة ياسين الاية ٧٩.

(٢) سورة الزخرف الاية ٩.

(٣) سورة الانبياء الاية ٦٢.