المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صلاة العزم على السفر

صفحة 165 - الجزء 1

  وعن رسول الله ÷ أنه كان إذا وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر قال: «بسم الله اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال» رواه الإمام الهادي إلى الحق #.

  وروى محمد بن منصور بسند صحيح عن أمير المؤمنين # أنه قال حين وضع رجله في الغرز: بسم الله، فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي كرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}⁣[الزخرف: ١٣ - ١٤] وقال: رب اغفر لي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت.

  ومما صح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما توجه رسول الله ÷ إلى مكة فاستوى على راحلته قال: «اللهم هذه حمولتك والوجه إليك والسعي إليك وقد اطلعت مني على مالم يطلع عليه أحد من خلقك، اللهم اجعل سفري هذا كفارة لما كان قبله، واقضِ عني ما افترضت علي فيه، وكن عوناً لي على ما شق علي فيه».

  قلت: والركوب على الطائرة والسيارة أشبه بركوب الفلك فيقول فيها: {بِاِسْمِ اللَّهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[هود: ٤١] مع هذه الأدعية وغيرها والقصد الإشارة، وتودع أهلك وإخوانك وجيرانك، فيقول المودع: استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، وهذا مروي عن الرسول ÷، وروي أيضاً قوله ÷ في الوداع: «زودك الله التقوى وغفر