فقال ملك الموت: اقض حاجتك التي خرجت إليها فقال: والله ما من حاجة أحب إلي من لقاء الله تعالى، قال: فاختر أي حالة اقبض روحك عليها فقد أمرت بذلك، فقال: دعني أصلي واقبض روحي في السجود، فصلى فقبض روحه وهو ساجد.

  وممن فاضت نفسه وهو ساجد في عصرنا هذا السيد العلامة يحيى بن عبد الله راوية الأملحي الحسني، وذلك في الحرم الشريف بمقام إبراهيم # أمام الكعبة المشرفة، وذكر لنا أن السيد العلامة محمد بن قاسم أبو طالب الخطيب مات وهو ساجد بمدينة ذمار رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين والمؤمنات.

سجود التضرع

  التضرع هو الخضوع والذلة لله سبحانه وتعالى، فإذا كان بالسجود فهو غاية الخضوع قال الله تعالى {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}⁣[الأعراف: ٢٠٥] وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}⁣[الأنعام: ٤٢] وقال تعالى: {فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}⁣[الأنعام: ٤٣] والتضرع يكون بالدعاء وبالصلاة والدعاء وبالسجود وغير ذلك.

  عن أبي مالك عن أبيه عن النبي ÷ «ما من عبد يسجد فيقول: رب اغفر لي ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه».