المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 36 - الجزء 1

  وعن ابن سيرين: لو خيرت بين الجنة وبين ركعتين لاخترت الركعتين؛ لأن فيهما محبة الله ورضاه وفي الجنة محبة النفس ورضاها.

  وعن هشام، عن الحسن قال: أدركت والذي نفسي بيده أقواماً ما أمر أحدهم أهله بصنعة طعام قط فإن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت لايبالي أحار أو بارد، وما افترش أحدهم بينه وبين الأرض فراشاً قط، وإنما يتوسد يده فيهجع من الليل ثم يقوم فيبيت ليلته قائماً راكعاً وساجداً يرغب في فك رقبته من النار.

  وعن علي بن الحسين زين العابدين إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة يلحظ بها إلى أهل الأرض، فمن أدركته تلك اللحظة صرف الله عنه شر الدنيا وشر الآخرة وأعطاه الله خير الدنيا وخيرالآخرة.

  قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}⁣[البقرة: ١٥٣] قال: إن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها أو في نقمة فيصبر عليها، كما جاء في الحديث «عجباً للمؤمن لا يقضي الله قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له».

  وبيَّن تعالى أن أجود مايستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة، كما في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}⁣[البقرة: ٤٥] وفي الحديث أن رسول الله ÷ كان إذا حزبه أمر صلى.

  والصبر صبران فصبر على ترك المحارم والمآثم، وَصبر على فعل الطاعات والقربات، والثاني أكثر ثواباً لأنه المقصود، وأما الصبر الثالث