فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم
  وفي المقدمة إشارة خاطفة إلى كلام بعض العلماء عن المسنونات والمندوبات والنوافل وأن للمسلم إقامة بعض النوافل الضعيفة رواياتها بنية القربة أو بنية مشروطة.
  الثاني: هو الأهم والمهم أن لا يتهاون المرء بالفرائض ركوناً بأداء بعض النوافل رغبة بما ورد من الترغيب فيها؛ لأنه لا مقارنة بين المسنونات والفرائض؛ لأن شأن الفرائض شأن عظيم وخطر التفريط بها جسيم، ولأن في الصلوات الخمس المفروضة وإقامتها في أوقاتها مع مراعاة طهارتها وواجباتها ومسنوناتها من تكبير الإحرام إلى تمامها بالتسليم أفضل وأكبر الأجر وأرفع الدرجات وأقرب القربات، وإن في إقامة فريضة واحدة ما يتضاعف ويزيد على أجر من أقام المسنونات والنوافل كلها؛ لأن المسنونات ليست إلا تبع يؤجر المرء على فعلها ولا يعاقب على تركها.
  أما الصلوات المفروضة فهي واجبة وهي الفارقة بين الكفر والإسلام ويؤجر المرء على فعلها الأجر العظيم ويعاقب على تركها بالعذاب الجسيم، إن الصلوات المفروضة هي النور المتصاعد من عمل المسلم في كل يوم وليلة خمس مرات، فهي تراثه العريق وكنزه الثمين وحصنه الحصين ومكسبه العظيم المذخور لحياته ولمماته وهي الخير العميم والفضل الجسيم العائد بالسعادة والخير إلى كل مسالك حياة المسلم، فهي نور الروح، وحياة القلب، وطمأنينة الوجدان، وصحة البدن، وبهاء الجسم، وإرضاء الخالق جل وعلا، وامتثال للأمر، وصلاح للأحوال، وعمارة للديار، وجلب للرزق، وشفاء للأسقام، وأمان الأوطان، ودواء للآلام، ومفتاح للفرج، ومطردة للشيطان، ومزيلة للهموم والغموم، ومزلزلة للأعداء، وناهية عن الفحشاء والمنكر، وطريق المتقين، وفلاح الصالحين،