فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم
  وفوز المؤمنين، وعز المسلمين، واتباع لمنهاج النبيين، وطريق المرسلين، وسبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة، وهي فضل الله تعالى ومنته وكرامته لعباده لا تحصى فوائدها، ولا نحيط بِعَدِّ فضلها، يتروح بها المسلم في اليوم والليلة خمس مرات فيتوب ويخشع لخالقه ø ويرغب إليه خالصاً مخلصاً.
  ولا غرابة إذن فلأنها صلاحهُ وفلاحهُ ونجاحهُ ودرجاتُه ولأنها الركن الثاني التي بني عليها الدين الحنيف ولأنها عماده وعموده الوثيق ولأنها هي الفارقة بين الكفر والإيمان والناهية عن النفاق والعصيان ملجأ المسلم في كل مهمة، وملاذه لكل مدلهمة، وصلته الدائمة في الليل والنهار والعشي والإبكار بباريه ø المستحق لها دون سواه، ولأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتقوده إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[البقرة: ٢٣٨]، وقال تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[الإسراء: ٧٨]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة: ٥]، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات: ٥٦ - ٥٨] وثبت عن رسول الله ÷ أنه كان ملتجئاً إلى الله بالصلاة في كل وقت وحين وثبت عنه ÷ «أرحنا بالصلاة يا بلال» وفي الحديث القدسي الشريف قال الله تعالى: «ما تحبب إلي عبدي بأحب من أداء ما افترضت عليه».