المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صلاة الاستسقاء

صفحة 55 - الجزء 1

  وعن ابن عباس ® وقد سئل عن استسقاء رسول الله ÷ فقال: خرج رسول الله ÷ متبذلاً متواضعاً متضرعاً حتى أتى المصلى، فرقى المنبر ولم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد.

  وفي رواية أنه ÷ خرج بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين، وجهر بالقراءة فيهما، وحوَّل رداءه فدعا واستسقى واستقبل القبلة.

  وفي شمس الأخبار للقرشي: عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه، عن جده، عن النبي ÷ أنه خرج يستسقي فصلى ركعتين، ثم قلب رداءه ورفع يديه، وقال: «اللهم صاحت⁣(⁣١) جبالنا، واغبرَّت أرضنا وهامت دوابنا، يامعطي الخيرات من أماكنها، ومنزل الرحمة من معادنها، ومجري البركات على أهلها، بالغيث المغيث أغثنا، اسقنا أنت المستغفَر الغفار فنستغفرك للخاصات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا، اللهم فأرسل السماء علينا ديماً من تحت عرشك مدراراً واصلاً بالغيث واكفاً مغزاراً ديماً حيث ينفعنا ويعود علينا غيثاً مغيثاً عاماً طبقاً مجلجلاً غدقاً خصباً زارعاً رائعاً، ممروع النبات، كثير البركات، قليل الآفات، فإنك نفاح بالخيرات. اللهم، إنك قل: ت {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ}⁣[الأنبياء: ٣٠]. اللهم، لا حياة لشيء خلق من الماء إلا بالماء، اللهم وقد قنط الناس أو من قنط منهم وساءت ظنونهم، وتاهت ألبابهم، وتحيرت البهائم في مراتعها، وملت الدوران في مواطنها وعجت عجيج الثكلى على أولادها إذ حبست قطر السماء، فرق لذلك عظمها


(١) صاحت أي تشققت، وانصاح الثوب إذا انشقَّ.