المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 56 - الجزء 1

  وذهب لحمها وذاب شحمها، اللهم فارحم حنين الحانَّة، وأنين الآنَّة، وارحم اللهم بهائمنا الهائمة، والأنعام السائمة، وقد برزنا إليك يارب نستغفرك لذنوبنا ونستقيك لعيالاتنا وبهائمنا، اللهم اغفر لنا إنك كنت غفاراً، وأرسل السماء علينا مدراراً، وزدنا قوة إلى قوتنا، وأعنا على الأعداء، ولا تقلبنا محرومين آمين اللهم آمين، وهذا الدعاء وعليك الإجابة إنك لا تخلف الميعاد آمين)، قال: فو الله ما رجعنا إلى منازلنا حتى أرسل الله المطر فمكثنا بذلك ثلاثة أيام حتى إن الناس جاؤا إلى النبي ÷ يشكون خراب منازلهم، فخرج رسول الله ÷ وهو يبتسم ويقول: «ما أسرع ما أشفقتم وجزعتم» حتى إذا كان أوسط شيء من داره رفع يديه وقال: «اللهم هاهنا، هاهنا، اللهم حوالينا ولا علينا» قال: فوالله ما أشار إلى شيء من السحاب إلا تنحت السحابة إلى ذلك الموضع.

  وفي الحدائق الوردية: ذكر خطبة الإستسقاء للإمام علي # وهي: (اللهم، قد انصاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، وتحيرت في مرابضها، وعجت عجيج الثكالى على أولادها، وملَّت التردُّد في مراتعها والحنين إلى مواردها، اللهم فارحم أنين الآنَّة، وحنين الحانَّة، اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها، وأنينها في موالجها، اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين، واختلفتنا مخائل الجود، فكنت الرجاء للمبتئس والبلاغ للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام أن لا تؤاخذنا بأعمالنا ولاتأخذنا بذنوبنا، وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق، والربيع المغدق، والنبات المونق، سحاً وابلاً، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، اللهم سقيا منك محيية، مروية تامة عامة طيبة مباركة هنيئة مريعة، زاكياً نبتها، ثامراً فرعها،