هذا الكتاب
هذا الكتاب
  وهذا الكتاب الذي بين يديك الكريمتين هو من الوسائل المعينة لك على فهم العبادة وكيفية تأديتها والعيش في ظلالها من خلال تنوعها وتعددها، فما من هم أو غم أو حاجة أو طلب إلا وقد خصصت له صلاة تبدد الملل وتبعث الأمل، قام بجمعها وتتبعها السيد العلامة الولي القاسم بن أحمد المهدي حفظه الله المعروف بزهده وورعه وحكمته، وقد اشتمل هذا الكتاب على عدد كبير من الصلوات ربما يستغرب البعض من كثرتها ولكن مؤلفها قد أزال الاستغراب بذكر الروايات والآثار الدالة على كل منها، وللناظر نظره إذ أن غرض المؤلف هو الجمع والاستقصاء وذكر الفوائد مع الإشارة إلى مصدر الرواية أو الأثر.
  كما أن المؤلف حفظه الله تعالى حرص على ذكر مخ العبادة وأساس السعادة بعد أن سرد أنواع الصلوات ليصبح هذا الكتاب حديقة غناء مليئة بالعبر والدروس والصلوات والتسابيح والأدعية التي يحتاجها المسلم لرحلته الأخروية.
  ومن المعلوم أن ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده مخ العبادة، وأساس السعادة، وسمة عظيمة من سمات الكمال والاتصال بذي العزة والجلال، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: ١٨٦]، وهو سلاح المؤمن القاطع، وحرزه المانع، يقول الإمام علي #: (الدعاء سلاح المؤمن)(١)، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِي رًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}[الأحزاب: ٤١ - ٤٢].
(١) رواه الإمام زيد في المجموع ١٥٧، وأبو طالب في الأمالي ١٨٥.