أحوال الإسناد الخبري
  ج: الأسباب: أن يكون في الكلام ما يلوح إلى الخبر عند خالي الذهن، مثلاً: هناك شخص يجهل أن طلب العلم يؤدي إلى الجنة فيقال له: أطلب العلم؛ إن طلب العلم يؤدي إلى الجنة، فالمخاطب هنا خالي الذهن، والخبر هو: إن طلب العلم يؤدي إلى الجنة وهو مؤكد والسبب أنه لما قيل له: اطلب العلم كأنه أصبح يسأل في نفسه عن فضل العلم ويتطلع إلى معرفته فاستحسن توكيد الخبر له، ومثل قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}[التوبة: ١٠٩] فالمخاطب هنا خالي الذهن والخبر: إن صلاتك سكن لهم، وهو مؤكد، والسبب أنه لما أوحى الله إلى رسوله ÷ وأمره بالصلاة عليهم كأنه أصبح يسأل نفسه ما سبب ذلك؟ ويتطلع إلى معرفة السبب فاستحسن توكيد الخبر.
  السبب الثاني: يجعل الكلام على خلاف مقتضى الظاهر إذا ظهر على المخاطب غير المنكر شيء من علامات الإنكار مثلاً:
  ترى قوم منهمكين في المعاصي فيقال لهم: والله إ نكم ميتون، فهم في الحقيقة غير منكرين للموت ولكن انهماكهم في المعاصي وعدم حسابهم لما بعد الموت جعلهم كأنهم ينكرون الموت.
  السبب الثالث: أن يكون مع المخاطب المنكر أدلة وشواهد تثبت له صدق الخبر الذي ينكره، مثلاً:
  {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، هذا الكلام جاء على خلاف ما يقتضيه