فصل في الاستعارة
فصل في الاستعارة
  سبق أن عرفنا أن المجاز اللغوي ينقسم إلى قسمين:
  أ - مجاز مرسل.
  ب - مجاز استعارة.
  وقد سبق الكلام على المجاز المرسل والآن جاء دور مجاز الاستعارة.
  والاستعارة هي: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، وعلى هذا فالاستعارة مجاز علاقته المشابهة.
  والاستعارة مجاز لغوي على القول الصحيح، وليست مجازاً عقلياً كما يدعي بعض العلماء، ثم إن الاستعارة بطبيعتها تقتضي: إدخال المشبه في جنس المشبه به، ولذلك لا يصح أن تكون علماً؛ لأن الجنس يقتضي العموم، والعَلَم ينافي ذلك، اللهم إذا كان العَلَم يتضمن وصفية قد اشتهر بها كـ (حاتم) بالجود، فيجوز فيه ذلك؛ لأنه يستفيد الجنسية من الصفة، فتقول: رأيت اليوم حاتماً، بدعوى كليّة حاتم ودخول المشبه في جنس الجواد.
  وقرينة الاستعارة تكون على ثلاثة أقسام:
  ١ - تكون فرداً، أي: أمراً واحداً، مثل: رأيت أسداً في الميدان.
  ٢ - تكون متعدداً، أي: أكثر من أمرين اثنين مثل: رأيت أسداً يرمي على فرسه.