فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر
  الظاهر اسم إشارة فالنكت البلاغية هي:
  أ - كمال العناية بتمييزه، مثال:
  كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
  هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا
  فالأصل: هو الذي ترك الأوهام ... فعدل إلى اسم الإشارة لكمال العناية بتمييزه.
  ب - السخرية، أي: وضع اسم الإشارة مكان الضمير يكون من أجل السخرية بالسامع، كأن يسألك أعمى: من هو صاحب هذا الصوت العذب الذي يرتل القرآن فتقول له: هذا، أي: هذا صاحب الصوت.
  ومعنى هذا: إنك خرجت في كلامك عن مقتضى الظاهر فوضعت الاسم الظاهر وهو اسم الإشارة مكان الضمير «هو» والنكتة البلاغية هي السخرية والتهكم بالسائل الأعمى.
  ج - إجهال السامع، أي: نسبة السامع إلى الجهل والبلادة كأن تخاطب طالب فتقول له: (حسن وعلي وصالح مهتمون هؤلاء الذين يستحقون الاحترام) فقد جعلت المسند إليه اسم إشارة وقلت: هؤلاء وكان الأصل يتطلب منك أن تقول: هم، ومعنى هذا أنك خرجت في كلامك عن مقتضى الظاهر فوضعت الاسم الظاهر وهو اسم الإشارة مكان الضمير والنكتة البلاغية نسبة المخاطب إلى الجهل والبلادة.