فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر
  هـ - ومنها: دعوى الظهور، أي: ادعاء كمال ظهور المسند إليه كأن تشير إلى أمر معنوي قائلاً هذا قصدي، فبدل أن تقول هو قصدي عدلت فقلت: هذا قصدي، وضعت الاسم الظاهر مكان الضمير لنكتة بلاغية هي ادعاء كمال ظهور المسند إليه.
  وإذا كان الاسم الظاهر غير اسم الإشارة فالنكت البلاغية هي:
  أ - المدد وهو زيادة تمكين المسند إليه في نفس السامع نحو قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢}[الإخلاص] ولم يقل قل هو الله أحد هو الصمد؛ لأن في قوله تعالى: الله الصمد زيادة تمكين المسند إليه في نفس السامع.
  ب - قصد الاستعطاف: نحو قول الشاعر:
  إلهي عبدك العاصي أتاك
  قال الشاعر: إلهي عبدك العاصي أتاك ولم يقل إلهي أنا العاصي، ومعنى هذا أنه وضع الاسم الظاهر وهو عبدك في مكان الضمير وهو أنا والنكتة البلاغية هي قصد الاستعطاف.
  ج - قصد الإرهاب، نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء: ٥٨] ولم يقل: أنا آمركم لأن في إظهار الاسم ترهيباً.
  ٣ - ومن خلاف مقتضى الظاهر مجاوبة المتكلم بغير ما يترقب، مثال: ما يحكى أن الحجاج توعد شاعراً بأن قال له: لأحملنك على الأدهم، يعني: القيد، فقال الشاعر: مثل الأمير