المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

فصل: في الخروج عن مقتضى الظاهر

صفحة 32 - الجزء 1

  هـ - ومنها: دعوى الظهور، أي: ادعاء كمال ظهور المسند إليه كأن تشير إلى أمر معنوي قائلاً هذا قصدي، فبدل أن تقول هو قصدي عدلت فقلت: هذا قصدي، وضعت الاسم الظاهر مكان الضمير لنكتة بلاغية هي ادعاء كمال ظهور المسند إليه.

  وإذا كان الاسم الظاهر غير اسم الإشارة فالنكت البلاغية هي:

  أ - المدد وهو زيادة تمكين المسند إليه في نفس السامع نحو قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢}⁣[الإخلاص] ولم يقل قل هو الله أحد هو الصمد؛ لأن في قوله تعالى: الله الصمد زيادة تمكين المسند إليه في نفس السامع.

  ب - قصد الاستعطاف: نحو قول الشاعر:

  إلهي عبدك العاصي أتاك

  قال الشاعر: إلهي عبدك العاصي أتاك ولم يقل إلهي أنا العاصي، ومعنى هذا أنه وضع الاسم الظاهر وهو عبدك في مكان الضمير وهو أنا والنكتة البلاغية هي قصد الاستعطاف.

  ج - قصد الإرهاب، نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}⁣[النساء: ٥٨] ولم يقل: أنا آمركم لأن في إظهار الاسم ترهيباً.

  ٣ - ومن خلاف مقتضى الظاهر مجاوبة المتكلم بغير ما يترقب، مثال: ما يحكى أن الحجاج توعد شاعراً بأن قال له: لأحملنك على الأدهم، يعني: القيد، فقال الشاعر: مثل الأمير