الفصل والوصل
  لها فإنها تفصل عنها ويقال أن بين الجملتين كمال الاتصال.
  الموضع الرابع الذي يجب فيه الفصل هو: عدم اشتراك الجملتين في الحكم نحو: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ١٤ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة: ] فصلت جملة الله يستهزئ بهم عما قبلها لعدم اشتراكهما في الحكم ويسمى ذلك أن بين الجملتين التوسط بين كمال الاتصال وكمال الانقطاع.
  الموضع الخامس الذي يجب فيه الفصل بين الجملتين:
  هذا الموضع هو فقد الجامع بين الجملتين أي: إذا لم تكن بين الجملتين أي مناسبة نحو: المطر ينزل، زيد قصير فصل بين الجملتين لأنه لا توجد أية مناسبة بينهما.
  الموضع السادس الذي يجب فيه الفصل بين الجملتين:
  وهذا الموضع إذا كان العطف يوهم خلاف المقصود، نحو:
  أتظن سلمى أني أبغى بها بدلاً ... أراها في الضلال تهيم
  فلو قال الشاعر: وأرها في الضلال تهيم لكان المعنى أن سلمى تظن أنه يبغى بها بدلاً، والشاعر لا يقصد ذلك، بل يقصد تخطئة سلمى في ظنها أنه يبغى بها بدلاً.
  إذاً يتبين لنا أن مواضع الفصل ستة وهي:
  أولاً: إذا كان بين الجملتين اتحاد تام ويسمى كمال الاتصال وكمال الاتصال يكون في ثلاثة مواضع: