الباب الثامن الإيجاز والإطناب والمساواة
  قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}[الأحزاب: ٤] ففي كلمة جوفه إطناب الغرض فيه هو توكيد المعنى وتقويته.
  والإطناب أنواع مختلفة منها:
  الإيضاح بعد اللبس نحو قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤}[الشعراء] ففي قوله تعالى: أمدكم بما تعلمون إبهام، وفي قوله تعالى: أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون بيان توضيح والغرض من هذا الأسلوب هو أن تتشوق النفس إلى المعنى ويتمكن منها كل تمكن.
  الإيغال: وفي الإطناب الإيغال، وهو: ختم الكلام بعبارة يتم المعنى بدونها، نحو قوله تعالى: {اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١}[يس] ففي قوله تعالى: {وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١} إطناب بالإيغال؛ لأنه من المعلوم أن الرسل مهتدون ولكن جاء ذكر هدايتهم زيادة في الحث على الإتباع.
  التذييل: وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها للتأكيد وهو قسمان:
  الأول ما جرى مجرى المثل وهو أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١}[الإسراء].
  الثاني: غير جاري مجرى المثل وهو أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد نحو قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا