المختصر المعين إلى معرفة علوم البلاغة للمتعلمين،

علي محمد حسين كامل (معاصر)

فصل في أداة التشبيه وغايته وأقسامه

صفحة 79 - الجزء 1

أولاً كشف حال المشبه

  نعم من أغراض التشبيه: كشف حال المشبه، وذلك إذا كان حاله مجهولاً قبل التشبيه، تقول لصديق لك: رافقني في الحافلة فتى يتكلم في الأصول كأنه سيدي محمد عوض، فالتشبيه في هذا المثال بين لصديقك حال الفتى الذي رافقك في الحافلة؛ لأنه أظهره له في صورة كبار علماء الأصول.

ثانياً بيان مقدار حال المشبه

  ومن أغراض التشبيه كذلك: بيان مقدار حال المشبه، تقول لصديق لك: في المدرسة طالب يجيد كتابة الشعر كأنه المتنبي، فحينما قلت له: في المدرسة طالب يجيد كتابة الشعر عرف حال الطالب، وأنه بلغ شأناً في إجادة كتابة الشعر، لكن إلى أي حد هو يجيد هذه الكتابة؟

  صديقك لا يعرف هذا، فجئت بالتشبيه فبينت له مقدار هذه الإجادة وأنها بلغت درجة عباقرة الشعر.

ثالثاً بيان إمكان وجود المشبه

  ومن أغراض التشبيه كذلك: بيان إمكان وجود المشبه، تقول متحدثاً عن طفل صغير: إن يكن فيه حنان وقسوة ففي الزمان حلاوة وحموضة، زعمت أن في الطفل حناناً وقسوة فتخيلت أنه ربما قد يوجد من يُنكر وجود الحنان والقسوة في شخص واحد، فجئت بشيء اجتمع فيه ضدان فأثبت به إمكان وجود المشبه.