الطريقة التي يرى المؤلف أن يجمع بها الفقه
  الجوامع، فيوقعون المستمعين في اعتقادات فاسدة، أوتاويلات لا تجري من الأصول المقررة على قاعدة، فإذا عقبت بمثل تاويلات أعلام العدل و التوحيد، كالزمخشري وغيره من فرسان علمي المعاني والبيان، المرجوع إليهم في تأويل المتشابهات من السنة والقرآن، أمن المسمع والسامع من هذه المفسدة التي نخاف أن يقع فيها كثير من الجهال.
  ثم إني لم أزل شديد التحسر والتوجع والتألم والتفجع لفوت هذا الأرب، الذي يقضى من فوته العجب، مع كونه مما ينبغي أن تحاك فيه الركب، ويبذل في تحصيله نهاية الطلب، وعدم وقوعه ممن سلف من الأئمة النحارير، والعلماء المشاهير، الذين قطعوا أعمارهم في نشر العلوم، وإفحام الخصوم، مع سعة معارفهم، وكثرة تصانيفهم، و اغتصاص الأقطار بهم، وتشميرهم في مهمات الدين. وكان من نعم الله علي، وأياديه التي أزلفها إلي، أني أدركت منهم بقية صالحة، تقنعت من يم معارفهم ببرض يسير، وثمد غير كثير، وشممت من زهرات علومهم، واجتنيت من ثمرات هديهم وحلومهم، ولم تمض لهم رحمهم الله إلا مدة يسيرة، وأيام لازمتهم فيها قصيرة، حتى تخرمتهم المنون، وماتوا كلهم