الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

المقدمة الثانية [في مصطلح الحديث]

صفحة 202 - الجزء 1

  الإسناد في موضع رجل أسقطه من أهل الإسناد، إما لأنه عرض ذكر ذلك الرجل المذكور بدلا عن الساقط في طرق الحديث، أوفي حديث اشترك جماعة في روايته بالجملة وتفرد كل منهم بأمر، أو يكون بينهم اختلاف فيمن رووا عنه، أو نحو ذلك، فهو: مدرج الإسناد، أو بإدراج موقوف بمرفوع، فهو: مدرج المتن، أوبتقديم وتأخير فهو: المقلوب، أو بزيادة راو فهو: المزيد في متصل الأسانيد، أو بتغيير حرف مع بقاء السياق فهو: المصحف المحرف.

  فأما الرد بمجرد مخالفة الراوي في المذهب فَمردود، وهو في القدماء ومقلدي المتأخرين كثير، سيما فيما يخالف مذاهب أئمتهم.

  وذِكْرُ الخَبَرِ كاملا أولى، وحذف بعضه لغير استهانة جائز، وفاقا لمن أجاز الرواية بالمعنى، وقيل: ممتنع، إلا أن يرويه مرة أخرى بتمامه. فإن تطرق إليه التهمة في اضطراب نقله، أوتعلق المحذوف بالمذكور تعلقا يغير معناه امتنع الحذف، كالاستثناء والغاية.

  أئمتنا والجمهور: تجوز الرواية بالمعنى لمن يعلم مدلول الألفاظ ومقاصدها، ومايخل بمعانيها. خلافا لبعض السلف والمحدثين والظاهرية، وقيل: تجوز لمن نسي اللفظ.

  ومتى خفي المعنى احتيج إلى بيانه، ويسمي بشرح الغريب، وبيان المشكل،