المقدمة الثانية [في مصطلح الحديث]
  الله عليهم، و ما سنه رسول الله ولم يقبض الا عن كمال الدين، فماروت العامة عن سنته المشهورة أخذت وحملت عن كل من يؤديها، إذا كان يحسن التأدية، مأموناً على الصدق فيها، وما جاء من الآثار التي تخالف ما مضى عليه آل الرسول ÷ ترك من ذلك ما خالفهم، و أخذ ما وافقهم، ولم يضيق سماع ذلك عن كل من نقله من أهل الخلاف، إذا كان يعرف بالصدق على هذا التمييز، ولا خير في السماع من أهل الخلاف إذا لم يكن مع المستمع تمييز على ما ذكرنا». انتهى كلامه.
  واعلم أن أهل الجرح والتعديل قد نالوا من الشيعة والعدلية منالا عظيماً، وسموهم رافضة وقدرية، فالله حسبهم. وروي أن بعض العدلية دخل على يحيى بن معين - أحد علماء الجرح والتعديل - فلما خرج من عنده سئل عنه فقال: دينه شك، وفتياه وقف، وكلامه طعن. فقيل له: كيف؟ قال: إذا قيل له: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله. وإذا سئل عن مسألة روى فيها أقاويل السلف. وإذا قيل: بأيها تأخذ؟ وقف. وإذا قيل له: جابر - يعني جابر الجعفي - قال: رافضي. وإذا قيل له: قتادة بن دعامة، قال: قدري.
  وأنشأ بعضهم فيه:
  ولابن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها والمليك شهيد
  فإن تك صدقا فالمقالة غيبة ... وإن تك كذبا فالعقاب شديد