[مقدمة المؤلف]
  انتفاء الجسمِيْة و العرَضِيَّة عنه بلزوم حدوثه، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]، إذ هو حي لا آفة به. وعلى نفي رؤيته في كل زمان ومكان، بلزوم المقابلةِ ونحوِها وما في حكمها وصحة أن نراه الآن، فـ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}[الأنعام: ١٠٣]. وعلى غناه المطلق عن كل شيء سيكون أو قد كان، بنفي الحاجة المستلزمة للشهوة والنفرة المستلزمتين للزيادة والنقصان.
  العدل في كل أفعاله، فلا يفعل القبيح إذ لا داعي له إليه، لعلمه بقبحه وغناه عنه وعلمه باستغنائه، فهو أعدل وأحكم من أن يكلف ما لا يطاق وما لا يعلم أو أن يعذب أطفال المشركين بذنوب الآباء والأجداد، أو أن يعاقب موسى الكليم بذنوب فرعون ذي الأوتاد. المريد لكل أفعاله الراجحات، وللطاعات من أفعال عباده دون المعاصي والمباحات {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ٣١}[غافر]، {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ٣٨}[الإسراء]. المتكلم بالكلام المسموع، المُحْدَث