الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[معاناة الزيدية أيام الدولتين الأموية والعباسية]

صفحة 47 - الجزء 1

  ولو ذكرنا كثيراً من كلامهم وما يصدر عنهم من الأقوال القبيحة في حق أهل البيت المطهرين لطال في ذلك الشرح، ولنَكَأنا الجُرْحَ بالجَرْحِ، فإنا لله وإنا إليه راجعون والله المستعان على مايصفون.

  ولاشك أن للدول تأثيراً عظيماً وضرراً ونفعاً جسيماً، في طي المذاهب ونشرها وخذلان أربابها ونصرها، وهذا أمر معلوم بالوجدان لكل إنسان، جار في الألسنة مسموع بالآذان، مدرك بالعيان، وبالجملة فما قام لأهل البيت إمام ولا استقر لمذهبهم نظام إلا بالسيف المسلول، والقتال لفريق النَّصْب المخذول، بعد إبطال شبههم المُضْمَحِلَّة، والاستظهار عليهم بظواهر الحجج وقواطع الأدلة، وكفى دليلاً على ما أراده الله من تأييد دينه ببقائهم، والرجوع في متشابهات الكتاب والسنة إلى علمائهم، إذ هم أحد الثقلين المأمور بالتمسك بهما عند ظهور الاختلاف، وفساد ذات البين - ظهور علومهم مع سعي خصومهم في طمسها وإخفائها، ونماء ذريتهم مع اجتهاد أعدائهم في استئصالها وفنائها، وأن أضدادهم. مع ملكهم لأقطار البلاد، واستمالتهم ببذل الرغائب لقلوب العباد - لا يذكر لهم علم ولا أهل، ولا يعرف لهم بعد الموت أتباع ولا نسل، فيا عجباً من تمالي المُسْوَّد والمُسْوِّد، من أكثر أهل الوجود على أولاد نبيهم حتى كأنهم خرجوا من وراء السَّد المَسْدُود، كما قال قائلهم في هذا المعنى المقصود: