[ذكر بعض ما اشتمل على الحديث من كتب الزيدية]
  في كتابه النهاية، وتلميذه الغزالي في كتابه الوجيز، والرافعي في كتابه المسمى بالفتح العزيز، وغيرهم من فقهاء المذاهب الذين لاعناية لهم بعلم الحديث، فإنهم يحتجون بالأحاديث الصحيحة والضعيفة والمنكرة والموضوعة والواهية التي لا يعرف لها أصل في كتب الحديث، حتى أن هؤلاء الفقهاء يضيفون الحديث إلى الصحيح ويقولون: متفق على صحته، أو لا يتطرق إليه التأويل. أو ينسبونه إلى البخاري ومسلم وليس منهما، ويغيرون ألفاظه ثم يفسرونه بغير المراد.
  قال المحدثون: وإنما أوقعهم في ذلك اطِّراح صناعة علم الحديث التي يفتقر إليها كل فقيه وعالم، وقد وقع للجويني والغزالي وغيرهما من جميع فقهاء المذاهب ما يُتَعَجب منه، وقد ذكر في البدر المنير، وفي التلخيص الحبير ما يَتَعَجب منه الواقف عليه.
  والتحقيق أن لكل فن رجالاً يُقَدَّمون فيه على غيرهم إلا لمانع، كمن عرف