الفلك الدوار في علوم الحديث والآثار،

صارم الدين إبراهيم الوزير (المتوفى: 914 هـ)

[عناية الشيعة بالحديث]

صفحة 69 - الجزء 1

  منهم بتعصب أو غير ذلك مما يمنع من قبول قوله، مثل استناده إلى أصل مرفوض، كقبول من علم أنه فاسق تصريح بناء منه على أنه عدل أو مخطيء متأول، وهذه آفة قد أصيب بها كثير من الحشوية والنواصب.

[عناية الشيعة بالحديث]

  واعلم أنه كان لقدماء الشيعة إشتغال بعلوم العترة شديد، وإعراض عن علوم غيرهم، وعناية كلية بالحديث وإسْمَاعِه وسَمَاعِه وتصحيح طرقه، ومن أحب معرفة ذلك طالع ما ذكرناه من الكتب المقدم ذكرها وغيرها، وقد صنف الحافظ العلامة أبو جعفر الطبري محمد بن رستم الشيعي كتاباً في الرواة عن أهل البيت، وكان لهم أيضاً إقبال على مصنفات العترة وحرص على حفظها وجمعها، حتى لقد اجتمع منها كتب كثيرة منها ماهو بخط الإمام المرتضي محمد بن يحيي #، وكانت مرجع أهل ذلك العصر.

  ثم إنه لم يزل الأمر يضعف والدَّخّل يكثر حتى ذهب أكثر تلك الكتب، و استغني عن مكنون علمها بمصنفات أحدثها المتأخرون، لكنهم كثروها بعلوم العامة، فجمعوا فيها بين الغث والسمين والمخشلب والدر الثمين، واشتغل بها