[عودة إلى الإهليلجة وبيان اتصالها بالكون]
  قلت: إن أريتك التدبير مؤتلفاً بالحكمة والإتقان، معتدلاً بالصنعة، محتاجاً بعضه إلى بعض، متصلاً بالأرض التي خرجت منه الإهليلجة في الحالات كلها، أتقر بخالق ذلك؟
  قال: إذاً لا أشك في الوحدانية.
  قلت: فافهم وافقه ما أصف لك، ألست تعلم أن الأرض متصلة بإهليلجتك، وإهليلجتك متصلة بالتراب، والتراب متصل بالحر والبرد، والحر والبرد متصلان بالهواء، والهواء متصل بالريح، والريح متصلة بالسحاب، والسحاب متصل بالمطر، والمطر متصل بالأزمنة، والأزمنة متصلة بالشمس والقمر، والشمس والقمر متصلتان بدوران الفلك، والفلك متصل بما بين السماء والأرض، صنعة ظاهرة، وحكمة بالغة، وتأليف متقن، وتدبير محكم، متصل كل هذا ما بين السماء والأرض، لا يقوم بعضه إلا ببعض، ولا يتأخر واحدُ منهما عن وقته، ولو تأخر عن وقته لهلك من جميع من في الأرض من الأنام والنباتات.