الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[البحر وعجائبه]

صفحة 67 - الجزء 1

[البحر وعجائبه]

  قلت: أفرأيت لو لم يكن لهذه المياه المنفجرة في الحديقة مغيض⁣(⁣١) لما يفضل من شربها يحبسه عن الحديقة أن يفيض عليها، أليس كان يهلك ما فيها من الخلق على حسب ما كانوا يهلكون لو لم يكن لها ماء؟

  قال: بلى، ولكني لا أدري لعل هذا البحر ليس له حابس، وأنه شيء لم يزل.

  قلت: أما أنت فقد أعطيتني أنه لولا البحر ومغيض المياه إليه لهلكت الحديقة؟

  قال: أجل.

  قلت: فإني أخبرك عن ذلك بما تستيقن بأن خالق البحر هو خالق الحديقة وما فيها من الخليقة، وأنه جعله مغيضاً لمياه الحديقة مع ما جعل فيه من المنافع للناس.

  قال: فاجعلني من ذلك على يقين كما جعلتني من غيره.

  قلت: ألست تعلم أن فضول ماء الدنيا يصير في البحر؟


(١) المغيض: مجتمع الماء ومدخله في الأرض، وفي نسخة: المغيض بالفاء، وكذا فيما يأتي بعده.