الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[إيمان ولكن من خلق السمائم ولماذا؟]

صفحة 75 - الجزء 1

[إيمان ولكن من خلق السمائم ولماذا؟]

  قال: لقد وصفت صفة أعلم أنها من مدبر حكيم لطيف قدير عليم، قد آمنت وصدقت أن الخالق واحدٌ سبحانه وبحمده، غير أني أشك في هذه السمائم القاتلة أن يكون هو الذي خلقها؛ لأنها ضارة غير نافعة.

  قلت: أليس قد صار عندك أنها من غير خلق الله؟

  قال: نعم، لأن الخلق عبيده، ولم يكن ليخلق ما يضرهم.

  قلت: سأبصرك من هذا شيئاً تعرفه، ولا أنبئك إلا من قِبل إهليلجتك هذه، وعلمك بالطب.

  قال: هات.

  قلت: هل تعرف شيئاً من النبت ليس فيه مضرة للخلق؟

  قال: نعم.

  قلت: ما هو؟

  قال: هذه الأطعمة.

  قلت: أليس هذا الطعام الذي وصفت يغير ألوانهم ويهيج أوجاعهم حتى يكون منها الجذام والبرص والسلال⁣(⁣١) والماء الأصفر،


(١) السل: بالكسر في اللغة الهزال، وفي الطب القديم قرحة في الرئة، وإنما سمي المرض بها لأن من لوازمه هزال البدن، ولأن الحمى الدقية لازمة لهذه القرحة.