الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[من أسماء الله الحسنى وصفاته ونفي الأشباه عنه تعالى]

صفحة 78 - الجزء 1

[من أسماء الله الحسنى وصفاته ونفي الأشباه عنه تعالى]

  قلتُ: هو الأول بلا كيف، وهو الآخر بلا نهاية، ليس له مثل، خلق الخلق والأشياء لا من شيء ولا كيف بلا علاج ولا معاناة ولا فكر ولا كيف، كما أنه لا كيف له وإنما الكيف بكيفية المخلوق؛ لأنه الأول لا بدء له ولا شبه ولا مثل ولا ضد ولا ند، لا يدرك ببصر، ولا يحس بلمس، ولا يعرف إلا بخلقه تبارك وتعالى.

  قال: فصف لي قوته؟

  قلت: إنما سمي ربنا قوياً للخلق العظيم القوي، الذي خلق مثل الأرض وما عليها من جبالها وبحارها ورمالها وأشجارها وما عليها من الخلق المتحرك من الإنس ومن الحيوان، وتصريف الرياح والسحاب المسخر المثقل بالماء الكثير، والشمس والقمر وعظمهما، وعظم نورهما الذي لا تدركه الأبصار بلوغاً ولا منتهى، والنجوم الجارية، ودوران الفلك، وغلظ السماء، وعظم الخلق العظيم، والسماء المسقَّفة فوقنا، راكدة في الهواء، وما دونها من الأرض المبسوطة، وما عليها من الخلق الثقيل، وهي راكدة لا تتحرك، غير أنه ربما حرك فيها ناحية، والناحية الأخرى ثابتة، وربما خسف منها ناحية