الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[عودة إلى الإهليلجة وبيان اتصالها بالكون]

صفحة 70 - الجزء 1

[عودة إلى الإهليلجة وبيان اتصالها بالكون]

  قلت: فإني آتيك بها إن شاء الله من قبل إهليلجتك واتصالها بالحديقة، وما فيها من الأشياء المتصلة بأسباب السماء، لتعلم أن ذلك بتدبير عليم حكيم.

  قال: وكيف تأتيني بما يذهب عني الشك من قبل الإهليلجة؟

  قلت: فيما أريك فيها من إتقان الصنع، وأثر التركيب المؤلف، واتصال ما بين عروقها إلى فروعها، واحتياج بعض ذلك إلى بعض، حتى يتصل بالسماء.

  قال: إن أريتني ذلك لم أشك.

  قلت: ألست تعلم أن الإهليلجة نابتة في الأرض، وأن عروقها مؤلفة إلى أصل، وأن الأصل متعلق بساق متصل بالغصون، والغصون متصلة بالفروع، والفروع منظومة بالأكمام والورق، وملبس ذلك كله الورق، ويتصل جميعه بظل يقيه حر الزمان وبرده.

  قال: أما الإهليلجة فقد تبين لي اتصال لحائها وما بين عروقها وبين ورقها ومنبتها من الأرض، فأشهد أن خالقها واحد لا يشركه في خلقها غيره، لإتقان الصنع واتصال الخلق وائتلاف التدبير، وإحكام التقدير.