الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[الأرض الحديقة العظيمة]

صفحة 61 - الجزء 1

[الأرض الحديقة العظيمة]

  قلت: فأخبرني عن رجل أنشأ حديقة عظيمة وبنى عليها حائطاً وثيقاً، ثم غرس فيها الأشجار والأثمار والرياحين والبقول، وتعاهد سقيها وتربيتها، ووقاها ما يضرها حتى لا يخفى عليه موضع كل صنفٍ منها، فإذا أدركت أشجارها وأينعت أثمارها⁣(⁣١) واهتزت بقولها دفعت إليه فسألته أن يطعمك لوناً من الثمار والبقول سميته له، أتراه كان قادراً على أن ينطلق قاصداً مستمراً لا يرجع ولا يهوي إلى شيء يمر به من الشجرة والبقول حتى يأتي الشجرة التي سألته أن يأتيك بثمرها، والبقلة التي طلبتها حيث كانت من أدنى الحديقة أو أقصاها فيأتيك بها.

  قال: نعم.

  قلت: أفرأيت لو قال لك صاحب الحديقة حيث سألته الثمرة: ادخل الحديقة فخذ حاجتك فإني لا أقدر على ذلك، هل كنت تقدر أن تنطلق قاصداً لا تأخذ يميناً ولا شمالاً حتى تنتهي إلى الشجرة فتجتني منها؟

  قال: وكيف أقدر على ذلك ولا علم لي في أي مواضع الحديقة هي.


(١) أينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه، وفي بعض النسخ: أينع أثمارها فهو من أينع، الغلام: ترعرع وناهز البلوغ.