[معنى الرحمة والغضب والإرادة في حق الله وحقنا]
[معنى الرحمة والغضب والإرادة في حق الله وحقنا]
  قال: فأخبرني عن قوله: رؤوف رحيم وعن رضاه ومحبته، وغضبه، و سخطه؟
  قلت: إن الرحمة وما يحدث لنا منها شفقة ومنها جود، وإن رحمة الله ثوابه لخلقه، والرحمة من العباد شيئان:
  أحدهما: يحدث في القلب الرأفة والرقة لما يرى بالمرحوم من الضر والحاجة، وضروب البلاء.
  والآخر: ما يحدث منا من بعد الرأفة واللطف على المرحوم، والرحمة منا ما نزل به، وقد يقول القائل: انظر إلى رحمة فلان، وإنما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فلان، وإنما يضاف إلى الله ø من فعل ما حدث عنا من هذه الأشياء.
  وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقة، وأما الغضب فهو منا إذا غضبنا تغيرت طبائعنا وترتعد أحياناً مفاصلنا وحالت ألواننا، ثم نجيء من بعد ذلك بالعقوبات فسمي غضباً، فهذا كلام الناس المعروف، والغضب شيئان: أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله