الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[مع علم النجوم والتنجيم والحساب]

صفحة 40 - الجزء 1

[مع علم النجوم والتنجيم والحساب]

  قلت: أخبرني هل يعلم أهل بلادك علم النجوم؟

  قال: إنك لغافل عن علم أهل بلادي بالنجوم، فليس أحدٌ أعلم بذلك منهم.

  قلت: أخبرني كيف وقع علمهم بالنجوم وهي مما لا يدرك بالحواس ولا بالفكر؟

  قال: حساب وضعته العلماء وتوارثته الناس، فإذا سألت الرجل منهم عن شيء، قاس الشمس ونظر في منازل الشمس والقمر، وما للطالع من النحوس، وما للباطن من السعود، ثم يحسب ولا يخطئ، ويحمل إليه المولود فيحسب له ويخبر بكل علامة فيه بغير معاينة، وما هو مصيبه إلى يوم يموت.

  قلت: كيف دخل الحساب في مواليد الناس؟

  قال: لأن جميع الناس إنما يولدون بهذه النجوم، ولولا ذلك لم يستقم هذا الحساب، فمن ثم لا يخطئ إذا علم الساعة واليوم والشهر والسنة التي يولد فيها المولود.

  قلت: لقد توصفت علماً عجيباً ليس في علم الدنيا أدق منه ولا أعظم، إن كان حقاً كما ذكرت يعرف به المولود الصبي وما فيه من العلامات، ومنتهى أجله وما يصيبه في حياته، أو ليس هذا حساباً تولد به جميع أهل الدنيا من كان من الناس؟