نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[بيان معنى البدعة]

صفحة 103 - الجزء 1

  · والثاني: في بيان الحدث في الإسلام [و]⁣(⁣١) ماهو؟.

  · الثالث: في بيان ما يطلق على هذه المقالة من هذه الأسماء.

  · والرابع: في حكمه وحكم السامع لقوله.

[بيان معنى البدعة]

  أما الفصل الأول: فالبدعة في اللغة مصدر ابتدع يبتدع بدعة وابتداعاً، يقال ذلك لمن جاء بغريب من فعله أو قوله، ومنه تسمية الله تعالى لنفسه بديعاً، قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[البقرة: ١١٧] لما أبدع فيهما من المخلوقات الباهرة، ومن ذلك يسمى علم البديع بهذا الإسم لغرابته، ومنه سمي بديع الزمان حين فاق أهل زمانه في براعة لسانه وبلاغة بيانه، وقد صار هذا الإسم في الشرع لمن خالف السنة النبوية، فهي في اللغة اسم مدح، وفي الشرع اسم ذم، وعليه الحديث المشهور «من انتهر صاحب بدعه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً»⁣(⁣٢).

  وعن علي #: (السنة ما كان عليه الرسول ÷، والبدعة ما خالف ذلك).

  وقال المؤيد بالله قدس الله روحه: «البدعة هي الطاعة التي يؤديها فاعلها مختلطة بمعصية».

  وبين الإسم الشرعي واللغوي مناسبة معنوية؛ لأن أهل اللغة سموا من جاء بالغريب من فعله أوقوله مبتدعاً لغرابة ما جاء به، وهذا في الشرع معتبر؛ لأنه إنما سمي من خالف


(١) ما بين القوسين من (ب).

(٢) مسند الشهاب ١/ ٣١٨ برقم ٥٣٧.