نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]

صفحة 255 - الجزء 1

  فقال علي #: (يا حار إنه لملبوس عليك، إعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا، فإن الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما الرجال يعرفون بالحق).

  وبعد فلو كانت الكثرة دليلاً على إصابة الحق، لذهب به الخارجون عن الإسلام، فإن المسلمين في جنب الكفار كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، فماذا يراه صاحب المقالة؟

  لقد أُتِيَتْ من حيث لم تك ظنَّت

[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]

  وأما المسلك الثالث: وهو في ترجيح مذهب العترة المطهرة على غيره من المذاهب، فمعتمد أهل الأمصار المذاهب الأربعة، حنفية، وشافعية، ومالكية، وحنبلية، ونحن نتكلم في هذا المسلك في ثلاثة مواضع:

  الأول: أن هؤلاء الفقهاء مشهورون بمحبة العترة، قائلون بإمامة أئمتهم.

  والثاني: في ترجيح مذهب العترة الزكية.

  والثالث: في التنبيه على فضل الهادي، وأن المتمسك بمذهب واحد من أئمة الهدى متمسك بالصواب.

  الموضع الأول: فالمشهور موالاة أبي حنيفة ¥ لزيد بن علي #، وقيل إِن أباحنيفة اعتذر من الخروج مع زيد بن علي #، وطلبه الإذن بذلك، وكان يدعو إليه سراً، مخافة سلطان بني أمية، وكان يُعِين زيد بن علي باللسان والإحسان، بعث إليه مرة بثلاثين ألف درهم، وقيل دينار، وكان اعتذاره عن الخروج أنه مشغول