نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مبتدأ الأسئلة وإجاباتها]

صفحة 56 - الجزء 1

[مبتدأ الأسئلة وإجاباتها]

  المسألة الأولى: ما الذي تراه الزيدية - كثر الله تعالى محافلها⁣(⁣١)، وحرس عن بدع المخالفين مقاولها - في مظهر التمسك بمذهب العترة النبوية، وهو يذهب أن طريق الإمامة العقد والإختيار؟ وأنّ حصر الإمامة في أولاد البطنين محدث ضعيف؟ ويرى تصويب المتقدمين على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #؟ ويعتقد أن علياً كرم الله وجهه كواحد من الصحابة، لا فضل له على واحد منهم بخلة⁣(⁣٢) من خلال الفضل؟ ويتأول حديث الغدير وأمثاله من نصوص الكتاب والسنة؟ ويرجح ما تقوله المعتزلة أن الولي والمولى بمعنى الناصر فقط؟ ويتّبع⁣(⁣٣) النصوص الواردة في إمامة علي # فيتأولها واحداً واحداً، نافياً لها عن أن تكون دالة على إمامته - #، جاعلاً ما ورد عن النبي ÷ في علي #، منه ما هو آحادي فلا يقبل، ومنه ما ورد في معنى الفضل لا التفضيل لمن ورد فيه على غيره، كخبر الغدير وخبر المنزلة وخبر الطير وأمثالها؟

  ويقول: له بهذه الأخبار وما يشابهها فضل ما، وأما الضرب الثالث مما ورد فيه # شئ⁣(⁣٤) لم يقل به إلا الإمَامية وقصاص الأخبار الذين يقال لهم في اللغة المجلوزين⁣(⁣٥)، قال: وما كان هذا سبيله فلا يجوز الاعتماد عليه، ولا ينبغي تصديقه.


(١) حفل القوم في المجلس حفلاً؛ من باب ضرب؛ اجتمعوا، واسم الموضع: محفل، والجمع: محافل، من هامش (أ).

(٢) الخلة: مثل الخصله وزناً ومعنىً، من هامش (أ).

(٣) (ظ): يتتبع.

(٤) يظهر أن في العبارة نقص؛ والمرجّح أن يكون الفاء الرابطة، وموضعها قبل كلمة (شيء).

(٥) يعني بهم الذين يقعدون في مجالس العامة فيحدثونهم بكل غث وسمين؛ من غير تحرز ولا رواية ولا دراية، من هامش (أ).