نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[وفاتها &]

صفحة 171 - الجزء 1

  إلى غيرك، قال: قلت بل أنفذها، قالت: أما الآن، فلا يشهدني أبو بكر، ولا عمر، ولا يصليا عليّ.

  قال: ولما توفيت، أرسل الرجلان متى تريد دفنها؟ قال: قلت الصبح⁣(⁣١) إن شاء الله تعالى.

  قال: وماتت في بيتي الذي في المسجد، فنقلتها إلى داري القصوى، وغسلتها في بيت فيه، فجعلت أغسلها، وتسكب علي الماء أسماء بنت عميس، ثم خرجت بها ليلاً، أنا وابناها الحسن والحسين، وعمار، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعبد الله بن أبي رافع، حتى دفناها بالبقيع، وبعث إليَّ الرجلان أحدهما على ميلين من المدينة، مع امرأة له من الأنصار، فجاء يركض وقد آثرت سبعة أقبر، ورششتها، فقالا لي: أغدرتنا؟

  فقلت: لا ولكنه عهد ووصية، فأما أحدهما فنكس، وأما الآخر فقال: لو علمنا أن هواها أن لا نشهدها ما شهدناها.

  وكان مدة عمرها ثمان عشرة سنة، وسبعة أشهر، وقيل: كان عمرها & ثلاث وعشرون سنة، ومما روي عن الصادق # هذه الأبيات:


(١) لا يقال: إن في كلام الوصي ~ إخبار على خلاف ما هو به؛ لأنه لا يمتنع أن تكون إرادته @ دفنها الصبح، ولكن منع من ذلك خشية حضورهما، فالإرادة المسئول عنها واقعة كذلك ولولا المانع لأخرها للصبح، وليس دفنها ليلاً يقتضي أن لا يكون خلافه مراداً فتدبر، وليس ببعيد لمح مثل هذا لباب مدينة العلم ~ وهو أجل من أن يصدر في كلامه الخلف «وإن في التعريض لمندوحة عن الكذب» ولا حق لهم في ذلك، فلا بأس بإيقاع الوهم عليهم، والله الموفق، المفتقر إلى اللَّه تعالى/مجدالدين بن محمد المؤيدي عفا اللَّه عنهما.

أقول لله در المجيب بهذا فلقد أصاب الحق الصراح، ولا غرو فإنهم معدن العلم وأهله، من هامش (أ).