[حكم يزيد]
  قال الديلمي ¦:
  اعلم أن العلماء قد أجمعوا على فسق معاوية ويزيد، وعلى لعنه وشتمه، حتى الحشوية، وإن اختلفوا في كفره، فهل يقع شك في أن قَتْل ستة آلاف من أولاد المهاجرين والأنصار، ونهب المدينة ثلاثة أيام، وإيطاء الخيل حوالي قبر رسول الله ÷، كفرٌ ظاهر، ونفاق شاهر، ولا يختلف مسلمان في أن قتل حمامة أو عصفور حدثاً، لقوله ÷ في حديث طويل: «أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين»(١)، وكذلك حرّق بيت الله، شرّفه الله، وجلس في موضع ابن رسول الله ÷ المنصوص على إمامته، وفضله، [و] في شأنه وبيانه وحياته عجب لمن يتفقد.
  وروى السيد أبو العباس | عن ابن عباس ®، قال: اشتد برسول الله ÷ مرض الوفاة فحضرته وهو يقول: «مالي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد»، ثم غشي عليه طويلاً وأفاق، فجعل يقبل الحسين، وعيناه تذرفان، ويقول: «أما إِن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله تعالى»(٢).
(١) البخاري / الإعتصام بالكتاب والسنة برقم ٦٧٦٢، مسلم / الحج ٢٤٢٩، أحمد / باقي مسند المكثرين ١٣٠١٢، الجامع الصحيح المختصر ٣/ ١١٥٧ برقم ٣٠٠١، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ٩/ ٣٢ برقم ٣٧١٧، السنن الكبرى ٢/ ٤٨٦ برقم ٤٢٧٨، سنن البيهقي الكبرى ٥/ ١٩٦ برقم ٩٧٣١، مسند أبي يعلى ١/ ٢٢٨ برقم ٢٦٣، مسند أبي داود الطيالسي ٠/ ٢٦ برقم ١٨٤، مسند إسحق بن راهويه ١/ ٣٧٦ برقم ٣٩٦، فضائل الصحابة ٢/ ٧٠٤ برقم ١٢٠٤.
(٢) قال المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي ¦ في التخريج مالفظه: =