نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[ترجيح مذهب الأئمة عليهم على غيره]

صفحة 239 - الجزء 1


= مثل أجر خمسين رجلاً، يعملون مثل عملكم»، أخرجه الترمذي، وأبو داود، وزاد: قيل: يارسول الله، أجر خمسين رجلاً منا، أو منهم؟

قال: «بل أجر خمسين منكم».

وأخرج البخاري في خلق الأفعال من حديث أبي جمعة، ما لفظه: كنا مع رسول الله ÷ ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يارسول الله، هل أحد أعظم أجراً منا، آمنا بك، واتبعناك؟.

قال: «وما يمنعكم من ذلك، ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء؛ بل قوم يأتون من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين، فيقضون به، ويعملون بما فيه؛ أولئك أعظم منكم أجراً».

وبحديث عمر يرفعه: «أفضل الخلق إيماناً قوم في أصلاب الرجال، يؤمنون بي ولم يروني» أخرجه الطيالسي.

قال الأمير: وهو وإن كان ضعيفاً، فإنه يشهد له ما أخرجه أحمد، والدارمي، والطبراني من حديث أبي جمعة، قال: قال أبو عبيدة: يارسول الله، أحد خير منا، أسلمنا معك، وجاهدنا معك؟ قال: «قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني» إسناده حسن، وقد صححه الحاكم.

وقد أوردت الاحتجاج في هذا والمعارضة من روايات القوم؛ لكون أصل الكلام معهم في هذا الباب، وإلا ففي مرويات العترة $ ما فيه تبصرة وذكرى لأولي الألباب؛ وقد تقدمت الإشارات إلى شيء من ذلك كما لا يخفى على ذوي العرفان بمواضع الخطاب.

هذا، وقد جمع بأن الخيرية مختلفة بالاعتبار:

· فالأولون باعتبار شرف قرب العهد من أنوار النبوة، ومشاهدة أعلامها، ونحو ذلك.

· والآخرون باعتبار الإيمان بالغيب، بعد انقضاء زمن الوحي، وظهور المعجزات؛ ولهذا كان أخيار الصدر الأول أخيار الأخيار، وأشرارهم أشرار الأشرار، ونحو ذلك من أوجه الاعتبار.

وعلى كل حال فجميع ذلك لا يفيد تعديل أفراد الرجال؛ وإنما المراد به الخصوص لما ورد في صريح الكتاب ومتواتر السنة من النصوص الدالة على جرح طوائف منهم غير محصورة كالناكثين، =