[ترجيح مذهب الأئمة عليهم على غيره]
  · أما الكتاب فقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: ٣٢]؛ وهم أهل البيت $، والمرجع بوراثة الكتاب إلى العلم بما حواه من الأحكام.
  · وأما السنة فقوله ÷: «اللهم اجعل الفقه والعلم في عقبي وعقب عقبي، زرعي وزرع زرعي»(١)، وعلومهم قد طبقت المشارق والمغارب، وانتشرت عند الأعاجم والأعارب، وأمثال ذلك مما لايمكن إثباته هاهنا لمراعاة الاختصار.
  وأما جواب الخيال الثاني: فقد أشار صاحب المقالة الفاسدة إلى كثرة أتباع الشافعي |، وزعم أن الكثرة دليل على الحق، ولم يعلم أن الكثرة غير محمودة، ولا يختدع لها إلاّ غلف القلوب، عمي البصائر، صم الأسماع، وفي كلام الله تعالى ما يدل على ما قلناه، قال تعالى: {وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠}[هود]، و {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}[ص: ٢٤]، و {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}[سبأ: ٣١].
  وروى الفقيه محمد الديلمي ¦: أن للإمام زيد بن علي @ رسالة في مدح القلة وذم الكثرة احتج بها على أهل الشام حين وردوا عليه، ذكر فيها أدلة القرآن الكريم، من أوله إلى آخره، على ترتيب سور القرآن، حتى قال أهل الشام لعالمهم لم لا تجيبه؟
(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه لوامع الأنوار ج/١/ ١٣:
وكفاهم شرفاً، ما نالهم من دعوات جدهم المصطفى، نحو قوله ÷ فيما رواه الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى ابن الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل $: «اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي، وعقب عقبي وزرعي وزرع زرعي».