نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

وفاته #

صفحة 30 - الجزء 1

  بعد النهاية في العلوم ودرْسها ... وإحاطة المتوغل المتجرّدِ

  ولأنت فرعٌ باسق من دَوْحة ... شرفت بحيدرة الوصي وأحمد

  متردد بين النبوة والهدى ... من أهله ناهيك من متردد

  فأَعدْ هداك الله نظرة وامق ... في علمهم تَلْقَ الرشاد لمرشد

  وتوسم العلم الذي في كتبهم ... تجد الدراية والهداية عن يد

  وذكرتَ سنة أحمد وحديثه ... يا حبذا سنن النبي محمد

  أَوْرِدْ مسائلها وَرِدْ في مائها ... ياحبذاك لوارد ولمورد

  لسنا نقول بأن سنة أحمد ... متروكة وحديثه لم يُوجد

  بل سنة المختار معمولٌ بها ... وحديثه شنف النضار العسجد⁣(⁣١)

  ومقالهم في سنة وجماعة ... قول رديء ليس بالمستحمد

  سبوا الوصي وأظهروها سنة ... لبني الدنا من مغورين ومنجد

  وكذاك سَمّوا حين صالح شبر ... ابن التي عرفت بأكل الأكْبُد

  عام الجماعة واستمروا هكذا ... حتى تملّك عصره المستنجد⁣(⁣٢)

  أعني به عمراً فأنكر بدعة ... ونظيره في عدله لم يوجد⁣(⁣٣)


(١) العسجد: الذهب.

(٢) ظاهر الإعراب رفع مستنجد على أنه فاعل تملك فيكون فيه أقوى، ويحتمل أن يكون بدلاً من الهاء في عصره كقوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}⁣[الكهف: ٦٣] وكقولك مررت به المسكين، ولكن سيخلو تملك عن الفاعل إلا إذا جعل عصره الفاعل ويكون مجازاً عقلياً لإسناد الفعل إلى ظرفه والله الموفق. تمت من مولانا الإمام/ مجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى.

(٣) أي في أهله أو نحو ذلك، فالعموم غير مراد قطعاً.