[معنى الآية الشريفة]
  وتمام هذا التنبيه بإيراد ثلاث نكت: الأولى في بيان الآية الشريفة، والثانية في بيان خبر الغدير، والثالثة في جواب الخيالات التي عوّل عليها صاحب المقالة المذكورة.
[معنى الآية الشريفة]
  أما النكتة الأولى: [فالكلام منها](١) يقع في موضعين:
  ١ - الأول: في أن أمير المؤمنين # هو المراد بها.
  ٢ - والثاني: أن ذلك يفيد معنى الإمامة.
  أما أنه # المراد بها دون غيره، فلوجهين:
  · أحدهما إجماع أهل النقل والتفسير على تباين أغراضهم إلاّ من لا يعتد به أنها نزلت في علي #، وأنه المتصدق بخاتمه دون غيره.
  · وثانيهما: أنه لا يجوز أن يكون المراد بها غيره لوجوه ثلاثه:
  أولها: أن الله وصف المولى في هذه الآية بصفة لم توجد في غيره # وهي الصدقة بخاتمه في حالة الركوع.
  وثانيها: أن الآية واردة على وجه لا يصح أن تكون عامة في جميع المؤمنين؛ لان ظاهرها يقتضي ثبوت ملك التصرف لمن ذكر فيها على المخاطبين بها، وهم المؤمنون، ومن المحال أن يكون الكل من المؤمنين أولياء ومولىّ عليهم في أمرٍ واحد، فيجب أن يكون المراد به بعض المؤمنين مالك التصرف عليهم دون سائرهم، وكل من قال أنّ المراد بها ذلك قال بأن ذلك البعض هو أمير المؤمنين.
  وثالثها: إجماع العترة على ذلك، وإجماعهم حجة كما سيأتي بيانه، إن شاء الله تعالى.
(١) ما بين المعكوفين ثابت في (ب)، وفي (أ): ومنها الكلام.