فصل
  عندهم وعرض الجاه فيهم لغرض يعود الى الدنيا) الفانية الزائلة مع أنه لا يصل ما أمله وقد أحبط عمله بسوء قصده فصار مغبوناً لا دنيا ولا دين وماذا عليه لو أحسن النية وأخلص الطوية(١) حتى يكون من الفائزين بخير الدارين بسبب اصلاح نيته ولذا قال # (لا اذا كان ذلك غرض ديني) فإن نشر العلم مع حسن النيةوجهاد النفس عن الرياء أفضل الأعمال على الاطلاق لأنه ورد فيه ما لم يرد في غيره كتابا وسنة حتى صار علماً لا يخفى وأما مع خبث النية (فكفى في الزجر عن ذلك بالخبر المشهور «من سمع بعلمه سمع الله به مسامع خلقه يوم القيامة وحقره وصغره أو كما قال») رواه المنذري في كتابه الترغيب والترهيب عن عبد الله بن عمر وقال رواه الطبراني في الكبير بأسانيد احدها صحيح وقد تقدم من هذا الاحاديث في الرياء ومما يناسبه ما رواه المنذري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷ «من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» يعني شمها رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وفي حديث عن أبي هريرة مرفوعاً ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمة فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت
(١) والطوية الضمير انتهى مختار.