رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 318 - الجزء 1

  ذلك حتى يتعوده وليقرر في نفسه اليقين الخالص عن كل ريب ان الله سبحانه وله الحمد لا يريد للعبد المؤمن وغيره الا الأصلح له والأحسن وان كل ما ناله في الدنيا من قليل وكثير من المحن فهي اما تكفير سيئة أو زيادة درجة تقربه الى الله تعالى فهي في الحقيقة أجل وأعظم مما يناله فيها من النعم اذ لا خير إلا خيرا الآخرة بهذا وردت الشريعة وقال تعالى {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}⁣[الكهف] {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ٤٠}⁣[النساء] فجل من لا يعلم بسعة فضله وعلو قدره سواه.

  نعم فعلى العبد ما ذكرناه (ليفوز بالأجر الجزيل) ويرتقي به الدرجات العلى في دنياه واخراه فيهون عليه ما ناله من المصائب في دار البلوى التي لم تكن الا لها قال تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}⁣[الملك: ٢] وقد تقدم شيء مما ورد نقلا (و) أما عقلا (فلو لم يكن الصبر مما يحصل به عظيم الاجر لكان أرجح من الجزع) غاية الرجحان عند كل عاقل (و) أيضاً فانه (أوفق منه) أي من الجزع (وأنفع وساحته أوسع) اذ به يكون الفوز بعظيم الثواب والنجاة من أليم العقاب والسلامة من الفتن وكل الأوصاب فنسأل الله أن يرزقنا أحسن الصبر الموافق رضاه.

فصل

  والسادس من الأخلاق الثمانية عشر قول الامام #