فصل
  (يوشك ان تتلألأ فيه الانوار الربانية) لان مراد الله تعالى ورضوانه مخبوء في طاعته تعالى ومن أعظم الطاعات الواجبة شرعاً تنقية الباطن من الخبائث التي هي الاخلاق المذمومة وتطهير الظاهر من النجاسات والحدثين نسأل الله تعالى ان يطهر قلوبنا بالايمان به واليقين الصادق الذي يوجب لنا به رضاءه في الدارين انه سميع قريب.
فصل
  في فضيلة (لزوم الخلوة) وهذا هو الثامن من الاخلاق الثمانية عشر (وهي عبارة عن العزلة عن الناس ومن الشواغل واذا كانت في بيت مظلم فذلك أجمع لنور القلب) قال الله تعالى على لسان نبيه ابراهيم # {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي}[مريم: ٤٨] ثم قال {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ٤٩}[مريم] وقال في قصة أهل الكهف: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}[الكهف: ١٦] وكل هذا في معرض المدح (وعنه ÷ انه كان يحبب اليه الخلوة قبل النبوة وكان يتحنث) أي يتعبد (في جبل حراء الليالي والايام قبل أن يتنبأ بقدر خمس عشرة سنة) قيل بالتفكير والاذكار القلبية الموافقة