فصل
فصل
  فيمن تختار صحبته قال رسول الله ÷ «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» وجملة المذكور في صفته خمس خصال الأولى العقل الراجح لأن الاحمق قد يضرك وهو يظن انه ينفعك وأما العاقل فإنه يفهم الأمور على ما هي عليه الخصلة الثانية حسن الخلق لأن من لم يكن حسن الخلق فقد يغلب عليه غضب أو شهوة أو بخلة أو جبن أو نحو ذلك فيتبع هواه ويعجز عن قهره.
  الخصلة(١) الثالثة وهي العمدة الدين لأن من لم يخاف الله لم تؤمن غوائله قال الله تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}[لقمان: ١٥] وقال {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا}[النجم: ٢٩] وقال عز قائلا {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}[الكهف: ٢٨] الخصلة الرابعة عدم البخل فإن صحبة البخيل تزري(٢) اذ لم ينفع نفسه دينا ودنيا قال ÷
(١) في التصفية ما هذا لفظ الخصلة الثالثة الدين فلا خير في صحبة الفاسق المصر على فسقه لأن كل من يخاف الله تعالى فإنه لا يصر على كبيره وكل من لا يخاف الله تعالى فإنه لا يؤمن غوائله ولا يوثق لمصادقته بل يتغير تغير الأعراض انتهى بلفظه.
(٢) زري عليه فعله عابه انتهى. مختار.