رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 176 - الجزء 1

فصل

  ومن المهلكات (الغل وهو والحقد بمعنى واحد وهو متوسط بين الحسد والعداوة) وحقيقته ان تلزم قلبك الاشتغال بالمحقود عليه وبغضه والنفور عنه على جهة الاستمرار والبقاء.

  وسببه أن الغضب اذا كان كظم لعجز عن التشفي في الحال رجع الى الباطن واحتقن فيه فصار لا محالة حقدا وغلا وهو (يرجع الى ارادة نزول ضرر بالغير أو فوت نفع عنه) وقد قال ÷ «المؤمن ليس بحقود ولا حسود وللحقد ثمان ثمرات ذكرتها لتحذرها الاولى: الحسد فيحملك الحقد أن تمنى زوال النعمة التي للمحقود عليه فتغتم لنعمته وتسر بمصيبته وهذا دأب الكفار المنافقين.

  الثانية: اظهار الشماتة بما يناله من البلاء والاغتمام بما يناله من النعماء.

  الثالثة: أن تهجره وتصارمه وأن أقبل عليك.

  الرابعة: أن تعتقد في نفسك استصغاره واحتقاره والتهاون به.

  الخامسة: ان ترسل لسانك فيه بما لا يجوز من كذب وغيبة وافشاء سر وهتك ستر، وكل واحدة من هذه مهلكة لك.

  السادسة: أن تسخر به وتستهزئ به وتريد ما ينقص قدره ومهابته ومنزلته.

  السابعة: ايذاؤه بما يؤلم جسده من ضرب وجرح ونتف شعر وغير ذلك.

  الثامنة: أن تمنعه حقه من