خاتمة الكتاب
خاتمة الكتاب
  مشتملة على ثلاثة أقسام: هذه الخاتمة التي وعد هي بها الامام # في أول الكتاب (القسم الأول في ذكر امهات المعاملات وما يتصل بذلك) الامهات التي يرد اليها ما سواها كما قال الله تعالى في كتابه: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}[آل عمران: ٧] فيرد اليها المتشابه وهنا لعل المقصود بالأمهات ما يدخل تحتها غيرها (قيل ان أمهات المعاملة) يدخل تحتها كل معاملة لله وخلقه وهي (أربع) الأولى (التوبة و) الثانية (الزهد و) الثالثة (العبودية و) الرابعة (الاستقامة) أما التوبة فتقدمت قريباً قبل خاتمة الكتاب وأنها من أمهات المعاملات المهمة اذ لا يثبت عمل للعبد نافع مقبول إلا بها لقول الله تعالى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}[المائدة] وأين التقوى ممن لم يتب عن معصية الله وأما الزهد فكذلك أيضاً فإنه قد تقدم مما ورد فيه كثير وحقيقته انصراف الرغبة عن الدنيا عدولاً الى الافضل وهي الآخرة وعن غير الله تعالى عدولاً الى الله تعالى وكفى بقول الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}[الشورى: ٢٠] الآية وقول رسول الله ÷ «ان أردت أن يحبك الله فأزهد في الدنيا» فعلمت أن الزهد أعلى مقاماً عند الله